فصل: (سورة البقرة: آية 94):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: آية 94]:

{قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (94)}.

.الإعراب:

{قل} فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {إن} حرف شرط جازم كان فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والتاء للتأنيث اللام حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، {الدار} اسم كانت مرفوع على حذف مضاف أي نعيم الدار {الآخرة} نعت ل {الدار} مرفوع مثله، {عند} ظرف مكان منصوب متعلّق ب {خالصة} أو بمحذوف خبر كان {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه {خالصة} حال منصوبة من الدار {من دون} جارّ ومجرور متعلّق ب {خالصة} {الناس} مضاف إليه مجرور الفاء رابطة لجواب الشرط تمنّوا فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {الموت} مفعول به منصوب {إن كنتم صادقين} مثل إن كنتم مؤمنين.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كانت لكم الدار} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {تمنّوا} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي قيد للشرط الأول، وجوابها محذوف دل عليه الجواب الأول.

.الصرف:

{خالصة} إمّا مصدر خلص جاء على وزن فاعلة كالعافية، وإمّا اسم فاعل لحقته تاء التأنيث.
{تمنّوا} فيه إعلال بالحذف، حذف حرف العلّة- لام الكلمة- لمجيئه ساكنا قبل واو الجماعة الساكنة، وزنه تفعّوا بفتح العين.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} خروج الأمر عن معناه الأصلي إلى معنى التعجيز لأن ذلك ليس من سماتهم ولا من ظواهرهم المألوفة وتمني الموت من شأن المقربين الأبرار لأن من أيقن بالشهادة اشتاق إليها.

.[سورة البقرة: آية 95]:

{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {لن} حرف نصب ونفي يتمنّوا مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به {أبدا} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يتمنّوه} الباء حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {يتمنّوه} قدّم فعل ماض والتاء للتأنيث أيدي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء وهم ضمير متّصل مضاف إليه. الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {عليم} خبر مرفوع {بالظالمين} جارّ ومجرور متعلّق ب {عليم} وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {يتمنّوه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قدّمت أيديهم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {اللّه عليم} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{يتمنّوه} فيه إعلال جرى فيه مجرى تمنّوا في الآية السابقة.

.الفوائد:

هاتان الآيتان تحملان الحجة الدامغة وروح التحدي لليهود لأن اللّه سبحانه قطع بأنهم لن يتمنوا الموت أبدا وما عهدنا عليهم في تاريخهم الطويل أنهم ألقوا بأنفسهم إلى الموت طمعا بدخول الجنة.
وقد انتصر المسلمون على دولتي كسرى وقيصر لأنهم تمنوا الموت وطلبوا الشهادة مؤمنين بأنهم سينتقلون من دار الفناء إلى دار البقاء وهذه سمة المؤمنين حقا في كل عصر.
ولعل في موقف خالد بن الوليد من الموت أحسن عبرة فقد بكى عند ما أدرك أنه ملاق الموت فسئل ما يبكيك فقال: لقد حضرت كذا وكذا معركة، حتى لم يبق في جسمي موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء.

.[سورة البقرة: آية 96]:

{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (96)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم محذوف تجدنّ فعل مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع النون نون التوكيد الثقيلة وهم ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، {أحرص} مفعول به ثان منصوب {الناس} مضاف إليه مجرور {حياة} جارّ ومجرور متعلّق ب {أحرص}. الواو عاطفة {من} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف دلّ عليه المذكور أي أحرص من الذين أشركوا، {أشركوا} فعل وفاعل.
{يودّ} مضارع مرفوع أحد فاعل مرفوع وهم متّصل مضاف إليه {لو} حرف مصدريّ {يعمّر} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو {ألف} ظرف زمان منصوب متعلّق ب {يعمّر} {سنة} مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل {لو يعمّر} في محلّ نصب مفعول به لفعل يودّ.
الواو استئنافيّة {ما} نافية حجازيّة عاملة عمل ليس {هو} منفصل في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد مزحزح مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما والهاء مضاف إليه، {من العذاب} جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل مزحزح {أن} حرف مصدريّ {يعمّر} مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل {أن يعمّر} في محلّ رفع فاعل اسم الفاعل مزحزح. الواو استئنافيّة {اللّه} لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع {بصير} {بصير} خبر مرفوع الباء حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {بصير} {يعملون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: تجدنّهم لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {أشركوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يودّ أحدهم} لا محلّ لها استئناف بياني.. أو في محلّ نصب حال من الهاء في تجدنّهم.
وجملة: {يعمّر} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة: {ما هو بمزحزحه} لا محلّ لها استئنافيّة.. أو في محلّ نصب حال من أحدهم.
وجملة: {يعمّر} الثانية؛ لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي أن.
وجملة: {اللّه بصير} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الاسمي أو الحرفي أو في محلّ جرّ نعت لما.

.الصرف:

{أحرص} اسم تفضيل من فعل حرص يحرص باب ضرب وباب فرح، وزنه أفعل.
{ألف} اسم جامد للعدد وزنه فعل بفتح فسكون.
{سنة} اسم للمدّة المعروفة من الأشهر والأيام، فيه حذف لامه وهو الواو أو الهاء لأن تصغيره سنيّة وسنيهة، والنسبة إليه سنوي وسنهي. جمعه سنون بضمّ السين وكسرها وسنوات وسنهات.
مزحزح: اسم فاعل من زحزح الرباعيّ المجرّد، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
{بصير} وزنه فعيل وهو إمّا صفة مشبّهة باسم الفاعل من باب كرم أو مبالغة اسم الفاعل من باب فرح.

.البلاغة:

1- الإيجاز: في الآية ففي تنكير {حياة} إبهام وفيه يعلم حرصهم على الحياة المتطاولة.
2- الكناية: في قوله تعالى: {أَلْفَ سَنَةٍ} فهي كناية عن الكثرة ليشمل من يود أن لا يموت أبدا.

.[سورة البقرة: آية 97]:

{قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهدًى وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (97)}.

.الإعراب:

{قل} فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقدير، أنت {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، {كان} فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو {عدوا} خبر كان منصوب {لجبريل} جارّ ومجرور متعلّق بعدو، وعلامة الجرّ الفتحة الفاء تعليليّة إنّ حرف مشبّه بالفعل والهاء ضمير اسم إنّ نزّل فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو على قلب جارّ ومجرور متعلّق بنزّل، والكاف ضمير مضاف إليه {بإذن} جارّ ومجرور متعلّق بنزّل، {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور {مصدّقا} حال منصوبة من الهاء في نزّله اللام حرف جرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {مصدّقا} {بين} ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما يدي مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء والهاء مضاف إليه، الواو عاطفة {هدى} معطوف على {مصدّقا} منصوب مثله وكذلك {بشرى} وعلامة النصب في كليهما الفتحة المقدّرة على الألف {للمؤمنين} جارّ ومجرور متعلّق ب {هدى وبشرى}.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من كان عدوّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كان عدوّا} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.. وجواب الشرط محذوف تقديره فلا وجه لعداوته، أو فليمت غيظا. إلخ.
وجملة: {إنّه نزّله} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {نزّله على قلبك} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{جبريل} اسم أعجمي لا ينصرف، وقول من قال إنّه مشتقّ من الجبروت بعيد، وكذا بعيد كونه مركّبا تركيب إضافة، وأن جبر معناه عبد وايل اسم من أسماء اللّه تعالى.. وفي جبريل ثلاث عشرة لغة أفصحها جبريل زنة قنديل، ومنها فتح الجيم ومنها جبرئيل كسلسبيل. إلخ.
إذن: مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون.
{بشرى} اسم بمعنى الخبر المفرح، وقد استعمل استعمال المصدر مؤوّلا بمشتقّ أي مبشّرا، وزنه فعلى بضمّ فسكون.

.الفوائد:

1- يجزم فعل المضارع في ثلاث حالات. الأولى إذا سبق بإحدى الجوازم التي تجزم فعلا واحدا، الثانية أن يسبق بإحدى أدوات الشرط التي تجزم فعلين مضارعين: فعل الشرط وجوابه. الثالثة: أن يكون جوابا للطلب. ونجد ذلك مفصلا في كتب النحو المطولة.
2- جبريل: كلمتان مركبتان الأولى: جبر بمعنى عبد، وإيل بمعنى الإله، وبعد التركيب تصبح جبرائيل مع شيء من التصرف، وهي بمعنى عبد اللّه.

.[سورة البقرة: آية 98]:

{مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (98)}.

.الإعراب:

{من كان عدوّا للّه} سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة {وملائكته ورسله وجبريل وميكال} أسماء مجرورة معطوفة بحروف العطف على لفظ الجلالة الفاء رابطة لجواب الشرط إنّ حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إن منصوب {عدو} خبر مرفوع {للكافرين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل {عدوّ}.
جملة: {من كان عدوّا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان عدوّا} في محل رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {إن اللّه عدوّ} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{ميكال} اسم أعجمي والكلام فيه كالكلام في جبريل من كونه مشتقّا من ملكوت اللّه أو أنّ ميك معناه عبد وايل اسم من أسماء اللّه، وأنّ تركيبه تركيب إضافة. إلخ، وفيه سبع لغات أفصحها ميكال زنة مفعال وهي لغة الحجاز، أو بعد الألف همزة من غير ياء بعدها أو بياء بعدها. إلخ.

.[سورة البقرة: آية 99]:

{وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ (99)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر قد: حرف تحقيق {أنزلنا} فعل وفاعل إلى حرف جرّ والكاف ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب {أنزلنا} {آيات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة، {بيّنات} نعت لآيات منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة {ما} نافية {يكفر} مضارع مرفوع الباء حرف جرّ وها ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب {يكفر} {إلّا} أداة حصر {الفاسقون} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {أنزلنا} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {ما يكفر بها إلا الفاسقون} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.

.الفوائد:

1- إلا: تكون أداة استثناء وتكون أداة حصر، ويشترط في كونها أداة حصر أن يكون الفعل منفيا وأن يكون أسلوب الاستثناء مفرغا بمعنى أن يكون المستثنى منه محذوفا وقد تحقق الشرطان في هذه الآية ولذلك حق لنا أن نقرر أنها أداة حصر.
وأما كونها أداة استثناء فلها شروط وحالات يمكن مراجعتها في كتب النحو.

.[سورة البقرة: آية 100]:

{أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة {كلّما} ظرفيّة حينيّة شرطيّة متعلّقة بالجواب، {عاهدوا} فعل ماض وفاعله عهدا مفعول به ثان بتضمين عاهدوا معنى أعطوا، والمفعول الأول محذوف أي عاهدوا اللّه عهدا، نبذ فعل ماض والهاء ضمير مفعول به {فريق} فاعل مرفوع من حرف جرّ وهم ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت ل {فريق} {بل} حرف إضراب وابتداء أكثر مبتدأ وهم مضاف إليه {لا} نافية {يؤمنون} مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة: {عاهدوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {نبذه فريق} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {أكثرهم} لا يؤمنون لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أكثرهم}.